عبر كورة لايف استمر صمود رينجرز لأكثر من ساعتين، ثمّ تمردٌ قصيرٌ أحيى الأملَ في تحقيق إنجازٍ استثنائيٍّ بحق، لكنّ بلوغ نصف نهائي الدوري الأوروبي كان خطوةً مُبالغًا فيها بدلاً من ذلك، وصل أتلتيك بلباو، مُستضيف نهائي هذا العام والذي لا يزال يبحث عن لقبه القاري الأول في تاريخه المُمتدّ 124 عامًا، إلى الدور قبل النهائي كان فريق باري فيرجسون لا يزال صامدًا في نهاية مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي، رغم قضائه مُعظم المباراة بعشرة لاعبين، ولم يتلقّوا أيّ هدفٍ حتى الدقيقة 48 من الشوط الثاني، لكنّ ركلة جزاءٍ منحت الباسكيين أخيرًا فرصةً للتسجيل.
كان ليام كيلي بطل المباراة قبل سبعة أيام، إذ تصدى لركلة جزاء إلا أنه لم يستطع هنا صد تسديدة أويهان سانسيت كان بإمكان رينجرز أن يستعيد توازنه بعد أن ارتطمت تسديدة نيكولاس راسكين بالقائم، لكن في النهاية كان أتليتيك أفضل حالاً، حيث سدد 21 تسديدة هنا، منها 40 خلال المباراتين، حتى سجل نيكو ويليامز الهدف برأسية في الدقيقة 41، لتتلاشى التوترات في ملعب سان ماميس، الذي يُطلقون عليه اسم الكاتدرائية، وتحل محلها هتافات المديح.
في الواقع، كان لدى رينجرز أول فرصة هنا، حيث سدد جيمس تافيرنييه ركلة حرة عالية في المدرجات، لكن سرعان ما بدت مباراة الإياب مشابهة جدًا للأولى وبحلول نهاية الشوط الأول كانوا قد أضافوا هدفًا واحدًا فقط على النقيض من ذلك، كان لدى أتليتيك 15 هدفًا منها بالإضافة إلى 19 هدفًا في إيبروكس كان هذا، قبل كل شيء يتعلق بإيقاف أتليتيك مرة أخرى على اليسار، ركض نيكو ويليامز نحوهم، وشاهده ريدفان يلماز وهو يمرر الكرة بين قدميه قبل أن يُجبر على الخروج بسبب إصابة مبكرة عززت فكرة أن ما كان على رينجرز فعله هو المقاومة على اليمين، كان أوسكار دي ماركوس هو الرجل الأكثر تمريرًا للكرات إلى منطقة الجزاء في الوسط، أصبح مارون سانادي، المهاجم الضخم والعريض الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة قبل ثلاثة أشهر، شخصية رئيسية.
انطلق نيكو ويليامز محتفلاً بعد أن سدد برأسه في مرمى ليام كيلي لاعب رينجرز
كان أتليتيك مسيطرًا، رغم أن رينجرز كان بإمكانه الحصول على فرصة عندما سقط سيريل ديسرز داخل منطقة الجزاء قال إنه تعرض لسحب من داني فيفيان، وكان لديه الدليل على ذلك أيضًا ثقب كبير في مقدمة قميصه لكن الحكم لم يُشهر سوى بطاقة صفراء لديسيرز لعودته إلى الملعب بسرعة كبيرة بعد تغييره عندما انفصلا عن الملعب بعد ذلك بقليل، وانفتحت المساحة مؤقتًا، قرر فاتسلاف سيرني تسديد الكرة من مسافة 50 ياردة أمسك جولين أغيريزابالا بالكرة، ولم يكن ذلك بسبب ثقته الزائدة بقدر ما كان بسبب نقصها، حيث انتزع الكرة من النظرة الأولى بدلًا من دفعها لمسافة أبعد جاءت صيحات الإعجاب من جماهير أتليتيك من باب المرح لا الخوف، تابع اهم الأخبار مع koora live.
كانت تلك ثاني تسديدة لرينجرز وفي الطرف الآخر، كانوا يتراكمون في الهجمات، وأصبحوا أكثر وضوحًا مرر دي ماركوس الكرة لسانادي ليسدد كرةً بعيدةً عن المرمى، مشابهةً جدًا لتسديدةٍ أضاعها في إيبروكس، منخفضةً عند القائم القريب ثم أتاح سانسيت فرصةً أخرى بفضل تحكمٍ رائعٍ من أليكس بيرينغير، الذي انحرف في النهاية عن المرمى ثم مر سانادي من تافيرنييه ويلماز ليمرر إلى نيكو ويليامز انجذب كيلي إلى الهجمة، فخرج من مرماه، لكن ويليامز سدد كرةً بعيدةً عن المرمى بشكلٍ لا يُصدق.
ثم حدث ما حدث أخيرًا، بعد مرور ثلاث دقائق من الوقت بدل الضائع في نهاية الشوط الأول تعرض سانادي لعرقلة من جون سوتار وحصل أتليتيك على ركلة جزاء أخرى هذه المرة كان سانسيت هو من نفذها، وليس بيرينغير، وهذه المرة لم يستطع كيلي إيقافها، فانفجرت جماهير سان ماميس فرحًا.
كان لا يزال هدفًا واحدًا، وكان أتليتيك يعلم ذلك لم يكونوا ليكتفوا بهذا، مدركين أن لحظة واحدة كفيلة بتغيير كل شيء رغم كل هذه السيطرة رينجرز أيضًا أدركوا ذلك، وعندما سنحت لهم الفرصة كادوا ينتهزونها أُسقط سيرني أرضًا بالقرب من حافة منطقة الجزاء، وبينما اصطدمت ركلته الحرة بالحائط أُعيدت الكرة المرتدة إلى منطقة الجزاء حيث سدد ديسرز ركلة خلفية، لكن الكرة ارتطمت بقدم راسكين على بُعد ست ياردات، وفي أثناء الاستدارة، ارتطمت بالقائم بعد اصطدامها بجسد أغيريزابالا المندفع.
على خط التماس، كان رأس فيرغسون بين يديه بين جماهير أتلتيك في المدرجات، عادت التوترات بين الحين والآخر عندما قطع سيرني، أخطر لاعبي رينجرز، تمريرة عرضية كادت أن تصل إلى ديسرز عند القائم البعيد بل ازداد الأمر سوءًا عندما توغل سيرني داخل المنطقة وسدد كرة قوية على أغيريزابالا، كانت، في الدقيقة 68 من مباراة الإياب، أول تسديدة لهم على المرمى في المباراة، لكنها كادت ألا تكون الأخيرة.
للحظة، كان بإمكان جماهير رينجرز أن تغني الآن فقد انتعش الأمل في الكاتدرائية لكن أتليتيك ردّ بقوة مصممًا على عدم ترك الأمر للصدفة سدد فيفيان فوق العارضة، وسدد بيرينغير كرة لولبية خارج المرمى، وقبل عشر دقائق من النهاية وصلت تمريرة مثالية إلى نيكو ويليامز عند القائم البعيد، فسددها برأسه محرزًا فرحة عارمة في الملعب وتأهل فريقه إلى نصف النهائي.